غادة..* مشرفة
عدد المساهمات : 41 تاريخ التسجيل : 23/06/2014 الموقع : ..
| موضوع: الاخوّة في الله .. حقوق وواجبات الأربعاء يونيو 25, 2014 2:41 pm | |
| يقول ربنا جل وعلا [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ] الحجرات:10] يقول الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيرها: (( أي في الدين والحرمة لا في النسب، ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب )) [ تفسير القرطبي سورة الحجرات ]. وقال السعدي رحمه الله في تفسيرها: ((هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان، في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، أخوة توجب أن يحب له المؤمنون، ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له، ما يكرهون لأنفسهم )) [ تفسير السعدي سورة الحجرات ]
ويقول ربنا جل وعلا [ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ]ال عمران:102] يقول السعدي رحمه الله في تفسيرها: (( يقتل بعضكم بعضا، ويأخذ بعضكم مال بعض، حتى إن القبيلة يعادي بعضهم بعضا، وأهل البلد الواحد يقع بينهم التعادي والاقتتال، وكانوا في شر عظيم، وهذه حالة العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعثه الله وآمنوا به واجتمعوا على الإسلام وتآلفت قلوبهم على الإيمان كانوا كالشخص الواحد، من تآلف قلوبهم وموالاة بعضهم لبعض )) [ تفسير السعدي سورة ال عمران ]. وقال القرطبي رحمه الله في تفسيرها: (( أمر تعالى بتذكر نعمه وأعظمها الإسلام واتباع نبيه محمد عليه السلام؛ فإن به زالت العداوة والفرقة وكانت المحبة والألفة. والمراد الأوس والخزرج؛ والآية تعم. ومعنى [ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخوانا ] أي صرتم بنعمة الإسلام إخوانا في الدين )) [ تفسير القرطبي سورة ال عمران ].
ويقول الله تبارك وتعالى [ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ] الأنفال:63] يقول السعدي رحمه الله في تفسيرها: (( فاجتمعوا وائتلفوا، وازدادت قوتهم بسبب اجتماعهم، ولم يكن هذا بسعي أحد، ولا بقوة غير قوة اللّه، فلو أنفقت ما في الأرض جميعا من ذهب وفضة وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النفرة والفرقة الشديدة [ مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ] لأنه لا يقدر على تقليب القلوب إلا اللّه تعالى )) [ تفسير السعدي سورة الأنفال ].
وفى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن النـبى قال: ((إن رجلاً زار أخاً له فى قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته، ملكاً فلمَّا أتى عليه قال: أين تريد؟ فقال: أريدأخاً لي فى هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبّها؟ قال: لا. غير أنى أحببته فى الله عز وجل، قال: فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه. قال النووي رحمه في شرحه: (( في هذا الحديث: فضل المحبة في الله تعالى، وأنها سبب لحب الله تعالى العبد. وفيه: فضيلة زيارة الصالحين، والأصحاب )) [ شرح النووي لصحيح مسلم كتاب البر والصلة والآداب ]
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه )) . قال السعدي رحمه الله في شرح هذا الحديث: ((هذا حديث عظيم، فيه الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمنين أنهم على هذا الوصف، ويتضمن الحث منه على مراعاة هذا الأصل، وأن يكونوا إخوانا متراحمين متحابين متعاطفين، يحب كل منهم للآخر ما يحب لنفسه، ويسعى في ذلك، وأن عليهم مراعاة المصالح الكلية الجامعة لمصالحهم كلهم، وأن يكونوا على هذا الوصف )) اهـ [بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار 29]
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((حق المسلم على المسلم ست: قيل: ما هن يا رسول الله ؟ قال إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه))
قال السعدي رحمه الله في شرح هذا الحديث: ((هذه الحقوق الستة من قام بها في حق المسلمين كان قيامه بغيرها أولى، وحصل له أداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والأجر العظيم من الله. الأولى: ((إذا لقيته فسلم عليه) فإن السلام سبب للمحبة التي توجب الإيمان الذي يوجب دخول الجنة، كما قال والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم. (رواه مسلم) والسلام من محاسن الإسلام، فإن كل واحد من المتلاقين يدعو للآخر بالسلامة من الشرور، وبالرحمة والبركة الجالبة لكل خير، ويتبع ذلك من البشاشة وألفاظ التحية المناسبة ما يوجب التآلف والمحبة، ويزيل الوحشة والتقاطع فالسلام حق للمسلم، وعلى المسلم عليه رد التحية بمثلها أو أحسن منها، وخير الناس من بدأهم بالسلام…)) اهـ
[بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار 67]
وقال الحافظ أبوحاتم ابن حبان رحمه الله: (( الواجب على العاقل أن يعلم أن الغرض من المؤاخاة ليس الاجتماع والمواكلة والمشاربة ، والسُراق يداخلون الرجال على التقارف أي على قصد الإثم والعدوان ، ولا يزدادون بذلك مودة ، ولكن من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها مشي القصد ( أي الوسط ) وخفض الصوت ، وقلة الإعجاب ، ولزوم التواضع ، وترك الخلاف )) اهـ [روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 88 ]
وتذكر ما قيل قديماً المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ورحم الله عبد العزيز بن سليمان الأبرش القائل:
استكثرن من إخوان إنهم ………………… خيرٌ لكانزهم كنزاً من الذهب
كم من أخ لك لو نابتك نائبة …………….. وجدته لك خيراً من أخي النسب
[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 93]
وقال محمد بن عمران الضبي:
وما المرء إلا بإخوانه ………….. كما تقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطوعة ً ……… ولا خير في الساعد الأجذم
[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 86]
وقال أيضاً الحافظ أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: (( فالواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من السرور شيء يعدل صحبة الإخوان ، ولا غم يعدل غم فقدهم )) اهـ [ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 92]
قلت: برغم الذي تقرر وتقدم لا بد من الانتباه إلى اختلاف نفوس وطبائع المسلمين، فالسني لا يصاحب إلا سني مثله، والحزبي لا يصاحب إلا حزبي مثله، وكذلك الفاسق لا يصاحب إلا فاسق مثله، كما يفهم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه عند مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، فخيارهم فى الإسلام خيارهم فى الجاهلية إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)). قال الخطابي رحمه الله: (( يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد , وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر , فإذا اتفقت تعارفت , وإذا اختلفت تناكرت )) [ فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7/31-14 ] الأسباب الميسرة إلى المؤاخاة:
الرفق بين أهل السنة:
قال الحسن البصري رحمه الله: يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس. اهـ [ اللالكائي 1/63]
وقال سفيان الثوري رحمه الله: استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء. اهـ [ اللالكائي 1/71]
وقال أيوب السختياني رحمه الله: إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي. اهـ [ اللالكائي1/66]
وسئل الحافظ الإمام سفيان الثوري رحمه لله ما ماء العيش ؟؟؟ قال: لقاء الإخوان. اھ [ روضة العقلاء ونزھة الفضلاء 93 ]
وقال ربيعة رحمه لله: المروءة مروءتان: فللسفر مروءة ، وللحضر مروءة ، فأما مروءة السفر فبذل الزاد ، وقلة الخلاف على أصحابك ، وكثرة المزاح في غير مساخط لله ، وأما مروءة الحضر: فالإدمان إلى المساجد ، وكثرة الإخوان في لله ، وتلاوة القرآن.اهـ [روضة العقلاء ونزھة الفضلاء93-94]
الصبر على عتاب الإخوان:
إذا عاتبك إخوانك فكن واسع الصدر يقول الحافظ ابن حبان رحمه الله : وترك الإكثار من العتب ، مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ ، وعلى الصبر عند الضياع ، وعلى المعاتبة عند الإساءة. وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:
كاف ِ الخليل على المودة مثلها …………. وإذا أساء فكافِهِ بعتابهِ
وإذا عتبت على امرىءٍ أحببتهُ ………….. فتوق ظاهرَ عيبه ِ وسبابهِ
وألِن جناحك ما استلان لِوُدهِ ……………. وأجب أخاك إذا دعا بجوابهِ
وأنشدني على بن محمد البسامي:
أعاتب إخواني وأبقي عليهمُ ……………. ولستُ لهم بعد العتاب بقاطع
وأغفر ذنب المرء إن زَلَ زلة ……………. إذا ما أتاها كارهاً غير طائع
وأجزعُ من لوم الحليم وعدله ……………. وما أنا من جهل الجهول بجازع
[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 180]
قبول اعتذار الإخوان:
قال الحافظ أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه لجرم مضى ، أو لتقصير سبق ، أن يقبل عذره ، ويجعله كمن لم يذنب ، لأن من تنصل إليه فلم يقبل أخاف ان لا يرد الحوض على المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومن فرط منه تقصير في سبب من الأسباب يجب عليه الاعتذار في تقصيره إلى أخيه ولقد أنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
إذا اعتذر الصديق إليك يوماً ………….. من التقصير عذر أخ مُقر
فصنه عن جفائك واعفُ عنه ………….. فإن الصفح شِيمَة كل حر
وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:
شفيع من أسلمه جرمه ……………… إقراره بالجرم والذنب
وتوبة المذنب من ذنبه ……………… إعتاب من أصبح ذا عتب
[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 183]
وقال أبو حاتم رحمه الله: لا يجب للمرء أن يعلن عقوبة من لم يعلن ذنبه ن ولا يخلو المعتذر من أحد الرجلين : إما أن يكون صادقاً في اعتذاره ، أو كاذباً ، فإن كان صادقاً فقد استحق العفو ، لأن شر الناس من لم يُقِل العثرات ، ولا يستر الزلات ، وإن كان كاذباً فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب وريبته وخضوع الاعتذار وذلته أن لا يعاقبه على الذنب السالف بل يشكر له الإحسان المحدَث ، الذي جاء به في اعتذاره ، وليس يَعيبُ المعتذر إن ذل وخضع في اعتذاره إلى أخيه وأنشدني الأبرش:
هَبني أسأتُ كما زعمت …………. فأين عاطفة الأخوة ؟؟
أو إن أسأت كما أسأت …………. فأين فضلك والمروة ؟؟
وأنشدني ابن زنجي البغدادي:
هبني أسأت وكان جُرمي ………… مثل جُرم أبي لهب
فأنا أتوب كما أسأتُ …………….. وكم أسأتَ فلم تتب ؟؟
وأنشدني محمد بن أبي علي ، أنشدني عن الأصمعي:
أتيتك تائباً من كل ذنب ……………. وخير الناس من أخطأ فتابا
أليس الله ُ يُستعفى فيعفو …………. وقد ملك العقوبة والثوابا ؟
[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 184-185 ]
إظهار البشر والتبسم للإخوان:
قال أبو حاتم رحمه الله: لا يجب على العاقل إذا رزق السلوك في ميدان طاعة من الطاعات إذا رأى من قصر من سلوك قصده أن يُعبس عليه بعمله وجهه ، بل يظهر البشر والبشاشة له ، فلعله في سابق علم الله أن يرجع إلى صحة الأوبة إلى قصده مع ما يجب عليه من الحمد لله والشكر له على ما وفقه لخدمته ، وحرم غيره مثله. أخبرنا محمد بن أبي علي الخلادي أخبرني محمد بن موسى السمري أن حماد بن ابن إسحاق أنشدهم:
فتى مثل صفو الماء أما لقاءهُ ……………….. فبشرٌ وأما وعده جميلُ
يسرك مُفترً ويشرق وجههُ ……………………. إذا اعتل مذموم الفعال بخيل
عَييٌ عن الفحشاء أما لسانه …………………. فعفٌ وأما طرفهُ فكليل
وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:
لن تستتم جميلاً أنت فاعله ……………. إلا وأنت طليقُ الوجه بهلولُ
ما أوسط الخيرَ فابسط راحتيك به ……….. وكن كأنك دون الشر مغلول
[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 76]
حب الإخوان والشوق إليهم:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: من شعر ابن أبي الدنيا أنه جلس أصحاب له ينتظرونه ليخرج إليهم ، فجاء المطر فحال بينه ، فكتب إليهم رقعة فيها:
أنا مشتاق ٌ إلى رؤيتكم …………. يا أخلاي وسمعي والبصر
كيف أنساكم وقلبي عندكم ………. حال فيما بيننا هذا المطر
[ البداية والنهاية 11/60]
وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله لأخ له:
العُين تُبصر ما تهوى وتفقدُه …………… فناظرُ القلبِ لا يخلو من النظر
إن كنت لست معي فالذكرُ منك معي ……… يراك قلبي وإن غيبت عن بصري التواضع
ويقول ربنا عز وجل في كتابه العزيز[ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولً ]الاسراء:37]. قال الإمام بن سعدي رحمه الله في تفسيرهاالاخوّة الله حقوق وواجبات( يقول تعالى: [ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ] أي: كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق ومتعاظما على الخلق.[ إِنَّكَ ] في فعلك ذلك [ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ] في تكبرك بل تكون حقيرا عند الله ومحتقرا عند الخلق مبغوضا ممقوتا قد اكتسبت أشر الأخلاق واكتسيت أرذلها من غير إدراك لبعض ما تروم)). اهـ [ تفسير السعدي سورة الاسراء].
قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ – وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ – عَنِ الْعَلاَءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَالاخوّة الله حقوق وواجبات(مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّه )).
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)الاخوّة الله حقوق وواجبات( فيه وجهان. أحدهما: يرفعه في الدنيا، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند الناس، ويجل مكانه. الثاني: أن المراد ثوابه في الآخرة، ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا. قال العلماء: وهذه الأوجه في الألفاط الثلاثة، موجودة في العادة معروفة، وقد يكون المراد الوجهين معاً في جميعها في الدنيا والآخرة والله اعلم)). اهـ [ شرح النووي لصحيح مسلم 8/386].
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه …………….. رفيعاً وعند العالمين وضيع
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر ……………. على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه …………………. على طبقات الجو وهو وضيع
قال: أبو ثور سمعت الشافعي يقول: ينبغي للفقيه أن يضع التراب على رأسه، تواضعا لله وشكرا لله. اهـ [ سير أعلام النيلاء 10/53].
قال يحيى بن معين: ما رأيت مثل أحمد، صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء، مما كان فيه من الخير. اهـ [ سير أعلام النيلاء 11/214].
قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه اللهالاخوّة الله حقوق وواجبات( كان يقال إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم، فهو يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه)) [ سير أعلام النبلاء 9/203]
| |
|